ملك عبد الشافي بطله صنعتها المحنة ( حوار )

حوار / هبة صابر

“دوماً كنت أحلم أن استطيع الجري ولم أتمكن  ، لكنني حققت حلمي فى المياه، جميع الناس حياتها على الأرض، وأنا حياتى فى المياه  حيث أشعر بالحرية” 

بهذه العبارة استهلت ملك عبد الشافي السباحة البارالمبية ذات ال17 عاما حديثها معنا في ” اليوم الدولي” فبرغم سنوات عمرها القليلة ، إذ لم تكن  ملك قد تجاوزت تسعة أعوام عندما بدأت فى تعلم السباحة «البارالمبية»، وهى السباحة لأصحاب الإعاقة ، فقد تسلحت من اللحظة الأولى فى مشوارها الرياضى بكثير من الإرادة والتحدى مما دفعها إلى النجاح والتألق لتصبح أول سبـاحة بارالمبـية، وأول مصرية تتأهل لنهائي السباحة البارالمبية في طوكيو  2021.

  وعن البداية الفعلية لعلاقة ملك بالسباحة، تحكى البطلة  أنه خلال طفولتها المبكرة وعمرها ٥ سنوات ومع التزامها بجلسات العلاج المائى ب إصابتها بالشلل النصفي، تم فتح قسم البارالمبية بالنادى  فقررت والدتها بعد تشجيع منها أن تحول تدريبها لممارسة رياضة  خاصة بعد ثناء مدربها  على موهبتها ودفعها للمشاركة في البطولات  وتحقق النجاحات وبالفعل   حصلت على الميدالية الفضية فى أول بطولة جمهورية لها “100 صدر ” عام 2012 ، وكانت اصغر المشاركين في البطولة وكان  هذا دافعا قوياً للإستمرار والتألق.

ومن هنا توالت مسيرة ملك الرياضية فتقول ”  التحقت بالمنتخب المصرى عام 2014 ،  واحرزت 39 ميدالية فى البطولات المحلية، وفى عام 2015، ذهبت إلى بطولة بإسبانيا وكنت وقتها أصغر  سباحة واستطعت احراز ميدالية ذهبية،  وفى بطولة جلاسكو  بايرلندا عام 2018،  نلت لقب مصنف رقم واحد فى السباحة لمسافات قصيرة، مما اهلني إلى خوض بطولة العالم فى لندن 2019، واحصل على رقم وإنجاز جديد، بتحقيقي دقيقتين و20 ثانية وحطمت الرقم القياسي لأفريقيا، وفزت بالمركز العاشر”  واضافت بطلة البارالمبية أن حلمها تحقق بالمشاركة في أولمبياد طوكيو و التأهل لنهائيات سباق 100 متر صدر بعد أن احتلت المركز الثامن فى الترتيب العام فى التصفيات.

وتكشف ملك عن أصعب المواقف التى تعرضت لها فى رحلتها للنجاح، وذلك حين كانت فى اختبارات تحديد قياسات فى البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية، وكان التيار بالغ الشدة حيث كانت تسبح عكسه بالإضافة إلى صغر سنها مع منافسيها، واستكملت ” لا أستطيع أن انسى  بطولة العالم بلندن ٢٠١٩ فقد كانت تحمل مزيدا من الصعوبة عندما أصيبت قبلها في كف يدي وتم اجراء عمليه جراحية وكنت اقاوم وابذل مجهود أكبر من المعتاد”

وعن تأثير جانحة كورونا قالت” للأسف توقفت التدريبات لمدة ٧ اشهر مما أثر بشكل كبير على المستوى ولكني كنت دوماً أحاول تعويض ذلك بتمارين اللياقة البدنية في المنزل وبالفعل تخطيت الأمر وأخذت خطوات التدريب من جديد إلى أن شاركت ببطولة برلين الأخيرة.، وهناك كسرت رقما جديداً  بتسجيل دقيقتين و 16 ثانية وهو ساعدني في التأهل بطوكيو 2021.”

أما عن المعوقات التي تواجه الرياضة  البارالمبـية كما ذكرت ملك هي العثور على راعٍ لتمويل التدريبات الإضافية التي تقوم بها ونفقات سفر من يرافقها واضافت”   عادةً ما تتحمل أمي التكلفة الإضافية لتدريب اللياقة البدنية، وخبيرة التغذية وجلسات التدريب  ، بالإضافة إلى نفقات السفر عندما ترافقني في البطولات” واكدت على حلمها بوجود ممولين من الرعاه أو الدولة يساعدوهم في النهوض بالالعاب البارالمبية.

واستكملت ملك حوارها عن الفترة القادمة فأكدت على  التركز  فقط في تدريباتها والاستعداد  للتحضير  لالومبياد باريس 2024 والتي تأمل فيها  إحراز رقم جديد يضاف لمسيرتها الرياضية و ترفع به اسم مصر عاليا.

واختتمت بطلة البارالمبية حوارها معنا “هناك دائمًا طريقة أخرى فإذا وجدنا الطريق إلى هدفنا مسدودًا، يجب علينا ألا نستسلم وأن نحاول أن نجد طريق آخر، فبالإصرار سنصل إلى هدفنا فالاعاقة ليست نهاية الحياه”.

قد يعجبك ايضآ