المشكاة….. من تراثنا العريق

المشكاة….. من تراثنا العريق

 الأدوات التراثية هي كل الوسائل التي كانت تستخدم بجميع مجالات الحياة الاجتماعية السابقة في الريف والمدينة والبادية.

وكان هدفها تلبية احتياجات الناس وبذات الوقت تُعتبر نوعاً من أثاث المنزل التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومن هذه الأدوات التراثية التي كانت تستخدم للإضاءة “المشكاة”.

المشكاة لفظ عربي أصيل يعني كل كوة في الجدار غير نافذة, سواء كانت معقودة أو مقعرة, نصف دائرية أو متوازية المستطيلات. حتى الآن نراها في القصور أو المساجد أو بيوت الريف البسيطة, تغور في الجدار كتجويف قد يبطن بالفسيفساء أو الرخام أو يصبح مجرد تجويف في جدار بسيط من الطوب اللبن, توضع فيها تحف أو قناديل, وكثيرا ما تتخلل الجدران الخارجية بغرض الزخرفة. ثم امتد اللفظ ليشمل كل زجاجة او قنديل الذي يوضع فيه المصباح وكانت وظيفته حفظ النار من هبات الرياح وتحويلها الى ضوء مشع ينتشر في المكان.

المشكاوات” ومفردها “مشكاة” كان يوضع فيها مسارج زيتية مثبتة بسلك في حافة الغطاء وتعلَّق هذه المشكاوات بسلاسل من نحاس وأحياناً من الفضة، تتصل بمقابض بارزة مثبتة بالزجاج.

تشبه المشكاة في شكلها العام اناء الزهور فهي ذات بدن فسيح ينساب الى اسفل وينتهي بقاعدة لها رقبة على هيئة قمع متسع الوانها بين الاخضر والاحمر والابيض والوردي. 

 

و هذه “المشكاة” أضاءت بنورها في عهد من العهود جميع منازل بلاد الشام والعراق ومصر، حتى غدت صناعتها من الصناعات التقليدية البارزة خاصة في العصور الأيوبية والمملوكية.

 

و كانت تزيَّن هذه “المشكاوات” بزخارف متعددة مثل زهرة اللوتس أو أشكال هندسية أو طائر البط وأحيانا كانت تزخرف بكتابات دينية أو حتى بيت من الشعر بالخط الكوفي أو خط الثلث.

 

ويذكر أن صنّاع الزجاج في بلاد الشام كانوا يبدعون في إنتاج هذه “المشكاوات”، حتى أن الرحّالة الغربيين والحجاج الذين كانوا يأتون إلى بيت المقدس أعجبوا بها وبزخارفها البديعة وعادوا إلى بلادهم بالكثير منها.

 

وهذا ما يفسّر وجود “مشكاوات” بزخارف شرقية ضمن كنوز بعض كنائس ومتاحف الغرب.

 

كما أن متحف “المتروبليتان” بنيويورك يحتفظ ببعض “المشكاوات” الشرقية التراثية التي تعود لعصور قديمة.

 

أما حالياً اندثرت صناعة “المشكاة” بسبب تكلفتها العالية وتوفّر البدائل الكهربائية، في عصر “الليدات”.

 

للمشكاة موقع خاص, لان القرآن الكريم ذكرها لأنها شبهت بالكوكب الدري, لان موقعها دائماً بأعلى فاذا تطلع الانسان اليها فانما يتطلع الى السماء في الوقت نفسه, ولأنها ايضاً مصدر النور الذي ذكره البارىء تعالى, والذي يعبر عن مضمون سورة كاملة في القرآن الكريم.

 

قد يعجبك ايضآ