️شهر المحرم من الأشهر الحرم بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

️شهر المحرم من الأشهر الحرم

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

قال تعالى :

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}

والأشهر الحُرُم هي:
● رجب
● وذو القعدة
● وذو الحجة
● ومحرّم

وسميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم:
لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها .

فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها ـ وإن كانت المعصية محرّمة في كل وقت .
كما أن الحسنات فيها مضاعفة كما قال بعض العلماء .

وأنت مقبل على الشهر الحرام ماذا تحتاج ؟

تحتاج أن تعلم أن الله حكيم :
فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل.

إيمانك بأن الله (حكيم) يجعلك تبحث ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله؟؟

ماذا يجب علي أن أفعل .

ولا تقل لماذا ميّزت ؛ فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع وليس بصورة الاعتراض .

فأنت تسأل ماذا أفعل ؛ وكيف أنتفع ؟؟

تحتاج أن تفهم مسألة :
مضاعفة الحسنات ؛ وتعظيم السيئات

الحسنات تضاعف على حسب ما في قلبك، فأنت تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم للشهر، فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر.

{فلا تظلموا فيهن أنفسكم} معناها :

لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب.

قال الطبري :

“الظلم : العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته”

فالظلم له شقان:

لا تظلم نفسك بتفويت العمل الصالح في الزمن الفاضل ؛فهذا زمن مختلف ؛هذا زمن معظّم عند الله..
لا تظلم نفسك بعمل المحرّمات في هذا الزمن الفاضل.

المطلوب منك:
أن تفهم :

أن “الأشهُر الحُرُم مدرسة الاستقامة “.
قال تعالى : {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوب }
فتجتهد فيما يلي :

التزام حدود الله أي لا يقع منك تعدٍ لها وترك لتعظيمها.
فمن أسباب موت القلب : ترك تعظيم الله، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود.

اهتم بالفرائض : اهتم بما فرضه الله عليك وأهمها الصلاة، فهي عمود الدين، وهي فرض يتكرر عليك .
فاتقانها مهم تبذل جهدك فيها ؛
وتحتاج منك إلى مزيد عناية في هذا الشهر وفي غيره ..

فهجر الاعتناء بالصلاة أمر واضح وهجر إطالة السجود والانكسار والذل أمر واضح .
هجر العناية بالفاتحة وجمع القلب في (إياك نعبد وإياك نستعين) أمر واضح !

وهجر الاعتناء باستهداء الله في (اهدنا الصراط المستقيم) أمر واضح !

فأتقن أداء الفريضة ؛ اهتمامك بالفرائض يعني حضور قلبك ذلّك انكسارك إطالة السجود كل هذا مما ينفعك الله به” ثم أتقن النوافل ولا تستهِن بالنوافل ؛ بل زِد إيمانك بالإكثار منها ومن النوافل المتعلقة بالصلاة التسبيح بعدها السنن الرواتب وهكذا
……………..

قد يعجبك ايضآ