رداً على طهران: أبوالياسين مصر ليس لها عداء سياسي، أو ديني مع إيران

رداً على طهران: أبوالياسين مصر ليس لها عداء سياسي، أو ديني مع إيران

كتب : عصام علوان

رداً على تصريحات الخارجية الإيرانيه قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ، والباحث في الشأن العربي ، في بيان صحفي صادر عنه اليوم«الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، إن تحسن علاقة طهران مع السعودية أولاً، سينعكس إيجايباً على علاقاتها مع عدد كبير من دول الخليج، وشمال إفريقيا، وإن مصر، والسودان، والمغرب وغيرها، قطعت علاقاتها مع طهران بعد القطيعة التي حصلت بينها، وبين السعودية.

وأضاف” أبوالياسين” أن مصر ليس لها عداء تاريخي، أو سياسي، أو ديني مع إيران، ولكن العداء الحقيقي كان من جانب تركيا العثمانية والكمالية على حدٍّ سواء، تركيا السنّية إحتلت العرب، وأنهكت ثرواتهم، ومزَّقت وحدتهم، والمصريون يعلمون جيّداً هذه الحقيقة، وثاروا عليها، وتحوَّلت مصر بعد إنتصارها على العدو الصهيوني عام 1973 إلى المعسكر اليميني أو الرجعي عندما أعاد الرئيس الراحل “أنور السادات” العلاقات مع الدولة الأميركية، وساعد الشاه مصر بالنفط، رغم أنه كان يدعم أيضاً دولة إسرائيل، ولكن ومع التحوّل الكامل المصري لما يُسمَّى بالرجعية العربية، كانت بوادر الثورة تهلّ على إيران.

مضيفاً؛ وإنتصرت الثورة بالفعل، وتمّ إسقاط المَلَكية الإيرانية عام 1979، أي أن الدولتين تبادلتا الأدوار، فقطعت إيران العلاقات الدبلوماسية مع مصر عام 1980، وتحوَّلت طهران من حليفٍ للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، إلى أكثر دول المنطقة عداء للغرب.
بينما كانت مصر بقيادة الرئيس الأسبق الراحل “محمّد أنور السادات” تتهيّأ لإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، فإنحازت إيران إلى ما أسمته “خيار المقاومة” بعد سقوط نظام الشاه، وكان أيضاً من أسباب قطع إيران للعلاقات مع مصر، إستضافة مصر للشاه المخلوع، كما أطلقت إيران إسم “خالد الإسلامبولي” قاتِل الرئيس “السادات”، على أحد الشوارع في طهران.

حيثُ؛ أعلن “سعيد خطيب”، المتحدث بأسم الخارجية الإيرانية، اليوم«الأثنين»، أن طهران تأمل في تطوير العلاقات مع جمهورية مصر العربية.

وأضاف “خطيب”علاقتنا مع مصر ستتحسن قطعاً في حال نجحت مباحثاتنا مع السعودية، ونحن نبذل المساعي لتحسين العلاقة مع القاهرة، كما نطمح بأن تكون لدينا علاقات ودية مع المغرب الذي بادر بقطع العلاقة معنا لأسباب لا أساس لها من الصحة.

مضيفاً: أن إيران، والسعودية هما أكبر دولتين في المنطقة، وأن العلاقات بينهما تؤثر أيضا على العلاقات مع عدد كبير من دول الخليج وشمال أفريقيا حسب وكالة “إسنا”.

وتابع: هناك مشاكل مع مصر ولكن نتمنى أن تحل قريباً، لافتاً؛ إلى أن الجهود جارية لتحسين العلاقات مع القاهرة، على الرغم من بطئها.

وكان وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” قد أعلن، في وقت سابق، أن المملكة جادة بشأن محادثاتها مع إيران، ولكنه قال؛ إن المحادثات لم تحرز تقدماً كافياً لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

وقطعت السعودية، وإيران العلاقات الدبلوماسية بينهما في يناير من عام 2016 بعدما تعرضت السفارة السعودية في طهران لهجوم من محتجين، بعد أن أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي البارز باقر النمر.

ويذكر أن إيران تؤكد دائماً على أن الاتصالات بين إيران، ومصر قائمة على الدوام ولم تنقطع في أي وقت من الأوقات رغم صعوباتها، ومنعطفاتها، مشيرة؛ إلى أن تطبيع وتطوير العلاقات بين الدول الإسلامية الكبرى تخدم مصالح العالم الإسلامي، والمنطقة بأكملها.

وأشار “أبوالياسين” إلى بادرة القاهرة في فبراير 2019 ، والأولى منذُ عدة سنوات، والتي تنم عن تحسّن العلاقات بين مصر، وإيران للمرة الأولى منذ عدة سنوات، حيثُ سمحت لـ سفارة أو مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة بالاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الإسلامية في الذكرى الأربعين للثورة يوم 11 فبراير 2019.

وأكد” أبوالياسين” كانت مبادرة طيّبة من الدولة المصرية آن ذاك للسماح بالإحتفال، وربما تبدو مؤشّراً على تحسّن قريب في العلاقات المصرية الإيرانية، ومن الصدف الجيّدة أن يوم 11 فبراير يوم مؤثّر في الدولتين، ففي ذلك اليوم من عام 1979 إنتصرت الثورة في إيران، وفي نفس اليوم من عام 2011 تمكَّنت الثورة من إجبار الرئيس الأسبق “حسني مبارك” على التخلّي عن الحُكم.

قد يعجبك ايضآ