البلطجة إلكترونية.. كتبت :زينب النجار

البلطجة إلكترونية..

كتبت :زينب النجار

شهدت السنوات الماضية طفرات كبيرة في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ، أدت إلى خفض أسعارها وسهولة استخدامها، ومن ثم انتشارها بين مختلف الشباب، وأصبح لدى غالبية سكان العالم إمكانية الإتصال والتواصل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع عبر الهواتف، أو وسائل الإعلام الأخرى من خلال شبكة الإنترنت.

وعلى الرغم من الفوائد المذهلة التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ، إلا أن هناك من يسيء إستخدامها ، ويعتمد عليها لتهديد وإزعاج الآخرين، من خلال إرسال رسائل وصور وفيديوهات تنمر لإحراج الآخرين، ومن هنا ظهرت
بلطجة الإنترنت وتعني إستخدام الإنترنت لإرسال صورة أو عبارة تعتمد إيذاء أو إحراج شخص آخر.
ولا تقتصر بلطجة الإنترنت على رسائل متوالية تتضمن تهديداً أو سخريّة أو تحقيراً لشخص مع الإصرار على الملاحقة، ويشمل التهديد والسخرية وانتحال الشخصيَّة، وإفشاء الأسرار الذاتية، والمضايقات الجنسية، وذلك عن طريق تطبيقات الإنترنت.
وبلطجية الإنترنت أمر شائع الحدوث على الإنترنت، وتؤدي هذه الظاهرة إلى عواقب جسيمة على الضحايا، بما فيها الصدمات النفسية. والمراهقون واليافعون هم أول ضحايا لهذه الظاهرة، لأنهم يتجسدون في كل لحظة من حياتهم، تطاردهم بالرسائل والصور، وفيديوهات تم إرسالها عن طريق الهاتف الذكي أو نشرها على مواقع عبر الإنترنت.

لقد باتت بلطجة الإنترنت، تشكل تهديداً كبيراً على المجتمع، وخاصة مع إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي، لأنها تتيح للبلطجي إخفاء هويته، كما تتيح له الفرصة للوصول إلى الضحية ويتبع الضحية في كل مكان حتى المنزل لتخويفها عبر الإنترنت، ويقوم بإهانة الضحية أمام جمهور كبير في المجتمع.

فأن التكنولوجيا ألَغت مرحلةَ التأمُّل ومراجعة الذات، التي كانت تَفصِل في الماضي بين التخطيطِ لمقلَبٍ سخيف أو تصرُّف خطير، وارتكابه بشكل فِعْليٍّ.
فالحل لهذه الظاهرة السخيفة يجب وضع رقابة صارمة على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي..
والعمل والبحث عن البلطجي الإلكتروني ومحاسبته علي ترويع الأشخاص والأطفال.

ويجب علي أولياء الأمور مراقبة الأبناء عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل المختلفة.
واستعراض المواقع الإلكترونية التي يزورونها باستمرار والتعرف على ماهية المادة التي تقدمها تلك المواقع.
وضع قوانين أسرية يمكن لها الحد من حدوث حالات البلطجة إلكترونية مثل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين، عدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة.
أهمية إبلاغ أحد الوالدين في حال حدوث حالات البلطجة إلكترونية مهما كانت.
تحديد أوقات لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعية ولا يكون الأمر على مصراعيه للأبناء.

فالإنترنت وثورة الإتصالات وتقنية المعلومات منحتنا وحققت لنا فرصا لا يمكن أن تكون لولا وجود هذه التقنية التي لم تعد ترفا بل ضرورة حياتية، لذلك علينا أن ندرك أهميتها والوقاية من خطرها الإلكتروني بصوره المتعددة.
ويجب أن تكون الفائدة أكبر والمعرفة أنفع، كما لابد لنا من الإستخدام المتوازن للإنترنت وتقنياتها المتعددة، فنحن نتعامل مع جيل حديث من التطور التقني الهائل، ويجب أن نعرف أبنائنا وبناتنا بأدوار كل منهم وما يجب عليهم فعله في حال تعرضهم لأي مشكلة إلكترونية مهما كانت والأساليب التي يستخدموها اتجاه ذلك، فالنشء الحديث يتعامل ويتفاعل مع التقنية بصورة سريعة وكبيرة كسرعة تطورها، لذلك من واجبنا نشر الوعي بينهم وتزويدهم بالبرامج الثقافية التي تحد من وقوعهم في التنمر الإلكتروني.

اقرأ المزيد

د. سهير الغنام تفوز بوسام التميز المهني لعام ٢٠٢١

قد يعجبك ايضآ